الجريمة والعقاب|ملخص وتحليل الفصل الخامس, الجزء الأول
ملخص الفصل
يشعر راسكولينيكوف بالحيرة ولا يعلم فيما إذا يجب عليه الذهاب إلى صديقه أم لا
🕯️ في أثناء مسيره في الشارع ، يسأل راسكولينيكوف عن السبب الذي يجعله يريد أن يذهب إلى صديقه رازوميخين،فلا يستطيع أن يجد سبب مُلح يجعله يذهب إليه الآن؛فيقرر أن يذهب إليه في يوم آخر. وفجأة يبدأ راسكولينيكوف بالتفكير بالأمر الذي كان يفكر فيه منذ بداية الفصل الأول، فيقول:"سوف أذهب إلى رازوميخين بعد أن أكمل القيام بذلك الأمر". وهو الأمر الذي لم يفصح عنه إلى هذه اللحظة.
يتوجه راسكولينيكوف إلى أحد المطاعم لتناول شيء يأكله
🕯️قرر راسكولينيكوف العودة إلى منزله، لكن بعد أن تذكر مشهد منزله الكئيب، شعر بالضيق وقرر أن يتسكع في الشوارع.وفي أثناء مسيره، يَلفت إنتباه راسكولينيكوف جميع المارة في الشارع وكل ما يراه، لكنه يعاني من مشكلة النسيان فما أن يمشي قليلاً حتى أنه ينسى ما لاحظه للتو.كما أنه أخرج قطع من النقود من جيبه؛ لكي يعدها إلا أنه نسي السبب الذي جعله يريد القيام بذلك إلا عندما مر بجانب مطعم وتذكر أن يريد أن يتناول فطيرة وبضع من الفودكا.
يغرق راسكولينيكوف في نومه ويشاهد حلماً مرعباً
🕯️ عندما خرج راسكولينيكوف من المطعم شعر أنه متعب جدا وجسده لم يعد قادراً على حمله، فرمى بنفسه على أحد الأرضيات العشبية ونام، وشاهد حلماً من الأحلام المرعبة التي تبدو وكأنها حقيقة،وكان الحلم يعود إلى مرحلة طفولته .كان في عمر السابعة وذاهباً مع والده إلى زيارة قبر أخيه الذي لم ينعم برؤيته. وفي أثناء سيرهم في الطريق مروا بحانة مليئة بالفلاحين السكارى الذين يتشاتمون ويضحكون بأصوات مرتفعة. وأمام الحانة كان هنالك عربة كبيرة مليئة بالأخشاب تقوده مقدمتها فرس ضعيفة منهكة .
يغضب راسكولينيكوف من الفلاحين ويشعر بحزن شديد
🕯️يخرج الفلاحون من الحانة وكان بينهم رجلاً يدعى ميكولكا وهو صاحب الفرس. طلب ميكولكا من الجميع أن يصعد إلى العربة؛ ليستمتعوا في تعذيب الفرس. فبدأوا بإجبارها على المسير من خلال ضربها بالأخشاب وقضبان الحديد والأسواط حتى تسببوا في قتلها. بدأ راسكولينيكوف الصغير بالبكاء وهجم على الرجل إلا أن والده سحبه من بينهم وقال له:" أن هذا الأمر لا يعنيه؛لأنهم مجموعة من السكارى ولا يعرفون ما يقوموا به".
يبدأ راسكولينيكوف بالتخطيط لجريمته
🕯️استيقظ راسكولينيكوف من الحلم خائفاً ومذعوراً ووضع رأسه بين ركبيته وبدأ بالتفكير، وكأن الحلم رغم قساوته إلا أنه أضاء في رأسه فكرة . فأصبح يفكر في استخدام فأس ليضرب فيه المرأة ويسفك دمها ويسرقها، ولكنه كان يشعر بالخوف والتردد حيال ذلك إلا أنه الآن يشعر بحافز كبير للقيام بذلك؛ لأنه يعتقد أنها خسيسة وتستحق القتل. ( نلاحظ أن فكرة راسكولينيكوف الغامضة بدأت بالتكشف، وأنه الآن يخطط للقيام بقتل مرأة.)
يقرر راسكولينيكوف الوقت الأنسب ليبدأ بتنفيذ خطته
🕯️ يقرر راسكولينيكوف العودة إلى منزله، ويسلك طريقه من سوق يدعى سوق العلف متوجهاً إلى منزله. كان جميع الباعة في هذا السوق يستعدون للعودة إلى بيوتهم، ومن بينهم رجل وزوجته يثرثرون مع مرأة تدعى اليزافيتا، وهي الأخت الصغرى للمرابية آليونا التي ذهب إليها راسكولينيكوف في بداية الرواية من أجل أن يقترض مبلغاً من المال.
يسمع راسكولينيكوف حوار البائع وزوجته مع اليزافيتا. حيث يخبرانها أن تأتي غدا في تمام الساعة السابعة؛ليكملان النقاش معها في موضوع ما. يعلم راسكولينيكوف بأن آليونا سوف تكون في المنزل وحدها غداً في مثل هذا الوقت؛ لأن اختها سوف تكون خارج المنزل، فيشعر بأن هذا الوقت هو أنسب وقت لتنفيذ خطته الإجرامية.
التحليل النقدي
- التناقض.
- رمزية الحلم وعلاقته في الأفكار اللاوعية عند راسكولينيكوف.
أولا: التناقض
💡 كان التناقض واضحاً في شخصية راسكولينيكوف في أكثر من مشهد من مشاهد الفصل ولعل أهمها :
تناقض راسكولينيكوف في مشاعره .
هنالك مزيج من المشاعر المتضاربة التي كان يعيشها راسكولينيكوف في هذا الفصل، وهي :التردد مقابل الجراءة. لاحظنا تردد راسكولينيكوف في وصفه لتأجيل الجريمة التي طال التخطيط لها، حيث أنه قال :بأنه كان يأتي كثيراً إلى الحي الذي تقطن فيه آليونا ويخطط بجدية لتنفيذ جريمته، لكنه كان يعدل عن قراره متردداً خائفاً، ومن ثم قال في نفسه : أنه عازم على تنفيذ مخططه هذه المرة، وبعد ذلك يشعر بالتردد مرة أخرى.
تناقض راسكولينيكوف في سلوكه ومدى إنسانيته
عندما رأى راسكولينيكوف ذلك الحلم المرعب، كان في الحلم يشعر بالحزن والألم على الفرس الذي يتم تعذيبه من قبل الفلاحين، كما أنه أراد الهجوم على مالك الفرس؛ ليمنعه من إكمال تعذيبه لفرسه. وعندما أفاق من حلمه حمد الله؛ لأنه كان مجرد حلماً، ففي هذا المشهد ظهر راسكولينيكوف بأنه شخص رحيم ولديه إحساس ليس فقط تجاه البشر إلا أنه يشعر بالحيوانات أيضاً. لكن بعد دقائق معدودات بدأ بالتفكير بشيء أفضع من أن يعذب أو يقتل حيواناً، وهو التفكير بقتل إمرأة!
رمزية الحلم وعلاقته بالافكار الأوعية عند راسكولينيكوف
💡 تُعد الأحلام بوابة إلى مشاعر الإنسان وأفكاره اللاوعية والخفية. فقد تُظهر رغبات ومخاوف ودوافع مكبوتة؛ تؤدي إلى صراعات داخلية. ويمكن تحليل رمزية حلم راسكولينيكوف بالإجابة على الأسئلة التالية:
- ما دلالة حلم راسكولينيكوف بتعذيب الفرس حتى الموت؟
- لماذا شعر راسكولينيكوف بالحزن والألم عندما شاهد الفلاحين يجهشون على الفرس؟
- لماذا هاجم راسكولينيكوف ميكولكا في حلمه؟
أولا: دلالة حلم راسكولينيكوف
ثانياً: لماذا تألم راسكولينيكوف على الفرس في حلمه ؟
لقد لاحظنا كيف كان راسكولينيكوف الصغير في حلمه يتألم بحزن شديد ويبكي بكاءً شديداً على الفرس المسكين والضعيف. هذا المشهد يظهر الجانب الخير والإنساني من شخصيته، وهو الجانب الذي ماكان يجعله دائماً ما يعدل عن خطته في تنفيذ جريمته. ويمكن للقارئ أيضاً أن يلاحظ كيف قام راسكولينيكوف بمهاجمة ميكولكا، مبرزاً الجانب الرقيق والإنساني من شخصيته .كما أن هذا المشهد يجيب على السؤال الثالث.
ثالثاً: لماذا هاجم راسكولينيكوف ميكولكا ؟
عندما كان راسكولينيكوف الصغير يشاهد همجية وبهيمية الفلاحين في تعاملهم الحقير مع الفرس الضعيف،انطلق راسكولينيكوف نحو ميكولكا غاضباً ومسكه من يده التي كان يضرب فيها الحصان . لكن والده أخذه من بين الفلاحين وسحبه بعيداً عنهم.
يمثل ميكولكا رمزية غير مباشرة لشخصية آليونا.حيث تقوم آليونا باستغلال حاجة الفقراء وتكبيدهم فوائد كبيرة على القروض التي يأخذونها، وهي فوائد تفوق قدراتهم على تحملها. وكان ميكولكا في الحلم يُحمل الفرس فوق طاقته،وذلك بجعل جميع الفلاحين يصعدون على العربة وإجبار الفرس على دفعها. ويمكن مساواة رغبة راسكولينيكوف القوية بمهاجمته دون الخوف منه ومن معه من الفلاحين برغبته بالتخلص من آليونا ليريح نفسه وغيره من الفقراء منها.
لذا كان الحلم انعكاس لما كان يفكر ويشعر به طيلة هذه الفترة، ويمكن إيجاز العلاقة بين الحلم والمشاعر والأفكار اللاوعية بالعبارتين التالية:
- إنسانية راسكولينيكوف وتردده في ارتكاب الجريمة يمثلها دفاعه عن الفرس وحزنه عليه.
- رغبة راسكولينيكوف بمهاجمة ميكولكا تمثل رغبته بمهاجمة آليونا أيضاً.
- دوستويفسكي، فيودور.1866. "الجريمة والعقاب". دوستويفسكي أخوان
تعليقات
إرسال تعليق